بيان الأمانة العامة للمسار الديمقراطي السوري
حول انعقاد مؤتمره التأسيسي
اختتم المؤتمر التأسيسي للمسار الديموقراطي السوري أعماله التي استمرّت لمدة يومين في 25-26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بمشاركة(128) مندوباً بشكل فيزيائي و افتراضي، يمثّلون قوى وشخصيات ديموقراطية من سوريا في داخل البلاد وخارجها. هؤلاء المشاركون مؤمنون بأهمية النظام الديموقراطي في بلورة حياة سياسية منتجة وحيوية تشكل كلمة سواء بين السوريين والسوريات.
لقد انعقد المؤتمر في ظروف بالغة التعقيد والخطورة، حيث تتعرض البلاد لتجزئة فعلية بسبب التدخّلات الخارجية والعسكرية والصراعات الداخلية، والاحتلالات المتعدّدة التي ما زالت تهدّد وحدتها الوطنية بعد ان عانت ومازالت من استبداد طويل مارسه نظام تسلطي صادر السياسة ونزعها من المجتمع من خلال القمع والاضطهاد وتكريس الانقسامات العمودية، ( قومياً ودينياً وطائفياً )، طمعاً في تأبيد سلطته التي تفتقر إلى أي مصدر من مصادر الشرعية ما عدا شرعية الأمر الواقع والقوة العسكريةو الأمنية.
وحين انطلقت ثورة السوريين- السلمية في ربيع عام 2011، استشاط النظام غضبًا ونفّذ وعيده وتهديده بإحراق البلاد. هذا العنف الذي ولد عنفاً مضاداً وسادت سياسات التسلّح والأسلمة، وبالتالي طغيان قوى الارهاب ( داعش والنصرة) و ميلشيا اسلاموية ارتهن بعضها لدول الجوار وأخرى لمحاور وقوى أقليمية.
في ظل التطورات الدولية والاقليمية والتي تجعلنا نمر في منعطف بالغ الخطورة والتعقيد، و قد تتغيّر فيه ومن خلاله الكثير من الخرائط وتوزيع القوى، حيث هنالك وضع دولي متوتّر في أكثر من مكان، فاستمرار الحرب الروسيه على أوكرانيا، والاعتداءات التركية المستمرة والمتكررة على شمال وشرق سوريا وأخيراً وبشكل خاص الصراع الدامي في غزّة وفي لبنان والتوتر بين إيران وأسرائيل الذي لم تتّضح بعد آثاره وأمتدادته، كذلك ما يمكن أن تفرزه نتائج الانتخابات الأمريكية القادمة، كل ذلك يدفعنا إلى إعادة النظر في سياساتنا وبناءها على أساس هذه المتغيرات وتحديثها بما يتماشى مع تلك المتغيرات.
ومن أجل أن توضع سوريا من جديد على المسار الديموقراطي، يؤكّد المؤتمر على الحقائق التالية التي سنبذل كل الجهود من أجلها :
– وحدة سوريا أرضاً وشعباً، لأن الحفاظ على وحدة البلاد هو الأساس في أي حل سياسي، وهو ما يجب أن يشكل قاعدة لأي عملية تفاوضية.
– الانتقال السياسي عبر الأمم المتحدة والقرارات الدولية، وخاصة القرار 2254، وتوسيع تمثيل السوريين وتعزيز وزنهم الذي يمثل الإطار القانوني المعتمد لتحقيق التسوية السياسية بين جميع الأطراف.
– التأكيد على الهوية الوطنية السورية التي تسمو على الهويات الفرعية و تحتضنها.
– إن لمسار الديموقراطية والتقدم علاقةً طردية مع تمكين المرأة، ولن يبلغ التغيير مداه من دون ذلك. وفي الوقت نفسه، إذا كان هذا القرن قرناً لإنجاز المساواة الجندرية، فيجدر بنا أن نكون في قلب تلك الحركة.
– التأكيد على دور الشباب ومساهمتهم في صنع القرار وضرورة تمثيلهم في الهيئات المنبثقة عن المسار لاسثتمار طاقاتهم وقدراتهم.
– ضرورة إقامة نظام لامركزي تتحدد تفاصيله عبر حوار وطني شامل بين كافة الأطراف، لضمان حقوق جميع مكونات الشعب السوري ومنع عودة الاستبداد.
– الفصل بين الدين والدولة وحياد الدولة تجاه الاديان.
– بناء الجمهورية السورية وتحصين حقوق الجماعات والأفراد يتطلب مبادئ دستورية محصّنة تعتمد على القوانين والمواثيق والشرعة الدولية لحقوق الانسان والجماعات وأن يكون للقانون الدولي والمواثيق الدولية الأولوية على المبادئ الدستورية، بشكل خاص القانون الدولي الإنساني -جنيف 1949.
– تعتبر الديمقراطية نظام ضامن لضبط فعالية الحياة السياسية السورية، القائمة على التنوع والغنى المجتمعي ، بما يضمن تحقيق أفضل النتائج على المستوى السوري العام.
– التأكيد على حل القضية الكردية وفق الشرعة الدولية وضمان حقوق المكونات الاثنية الأخرى.
إن المسار الديموقراطي السوري، بناء على ما سبق، يدعو إلى حثّ الخطى نحو وحدة وتنظيم الديموقراطيين السوريين، حتى الوصول إلى مؤتمر وطني شامل، تحت إشراف دولي وإقليمي، يجمع كافة القوى السياسية والديمقراطية المؤمنة بمستقبل متقدّم للبلاد على أن تكون سوريا المستقبلية نتاج جهود الجميع. لهذا، سيكون مسارنا مفتوحاً للتعاون والحوار مع كل الأطراف، على أساس التوافق والاحترام المتبادل، بعيداً عن الإقصاء أو التمييز.
أقرّ المؤتمر في ختام جلساته مشاريع وثائقه من الرؤية السياسية والمبادئ وخطة الطريق للعملية السياسية بعد إدخال التعديلات اللازمة، وانفتاحه من أجل وحدة عمل السوريين، بعد مناقشتها ووضع الملاحظات اللازمة عليها، وتم انتخاب الأمانة العامة للمسار الديمقراطي السوري، التي ستتولى مهمة متابعة القرارات وتنفيذ خطة العمل، فور تنظيم شؤون المسار والتقدم نحو الأهداف المحددة والمبنية على قرارات المؤتمر ومناقشاته.
عاشت سوريا حرة، موحدة ديمقراطية ولا مركزية،
المجد للشهداء، كل الشهداء
والحرية لجميع معتقلي الرأي
26 أكتوبر/ تشرين الأول 2024
الأمانة العامة للمسار الديمقراطي السوري