
بيان
إلى أبناء وبنات سوريا العظيمة
نتقدّم منكم أولّاً بالتهنئة، ونشارككم فرحكم، بسقوط الطغمة الأسدية، وانهيارها أخيراً وبشكل أذهل العالم، أمام الموجة الشعبية العاتية وخذلان حلفائه له، بعد أن احتفظ بعناده وقسوته لفترة طالت حتّى كدنا نيأس منها.
بهذه المناسبة نتقدّم بتعزيتنا لكلّ أهالي الشهداء وخصوصاً أولئك المفقودين الذين سنكتشف وفاتهم بعد طول انتظار، ولكن أيضاً نتقدّم بتبريكاتنا للمحرّرين من الأسر وعودتهم إلى أحبابهم بعد اعتقال طويل وتعذيب وحشي.
بعد أكثر من ستة عقود من الطغيان والقمع والتمييز والتأخّر عن ركب الأمم، نعود إلى لحظة بداية جديدة، لا نريد فيها أن نرى اعتداءً على الحقوق ولا كبتاً للحريات ولا خوفاً من اختلاف الرأي، حتّى نتفرّغ للتنمية والازدهار، وللتعليم والإنتاج في ظلّ سيادة القانون ووجود القضاء المستقلّ، واختيار الشعب لحكومته بشكلٍ حرٍّ عبر صناديق الاقتراع.
نحن هنا نؤكّد على ضرورة الوقف الكامل والفوري لجميع الأعمال العسكرية على كامل الأرض السورية، لأن استمرار العنف سوف يزيد من معاناة شعبنا ويعيق جهود تطبيق القرار ٢٢٥٤ الأممي، الذي سيكون مرجع خطة الطريق للمرحلة الإنتقالية.
إنّ أوّل ما نحتاج إليه سياسياً هو الحوار بين القوى السياسية وممثّليّ المجتمع المدني للتعاون على وضع أسس سوريا الجديدة ومبادئها، ولنعيد معاً عجلة التقدّم إلى حالة الدوران.
هذا نداء إلى جميع القوى الجادّة للالتقاء والحوار والعمل على التوافقات التي ستكون زادنا في المرحلة القادمة، نحن لا نستثني أية قوة أو تجمع سياسي في دعوتنا هذه، وسوف نقوم بتأكيدها بشكل عملي وبالاتّصال المباشر. في هذا السياق، نؤكد على ضرورة أن يصنع الشعب السوري قراره بنفسه، من دون أيه تدخّل أجنبي.
هذا الانتصار ثمرة لثورة الحريّة والكرامة، وحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية، التي قام بها أبناء سورية الشجعان في عام ٢٠١١، ولا بدّ من تحقيق ما قدّمتم من أجله الشهداء والمعتقلين والمشردّين في الأرض. وسوف تتحقّق بجهودكم أهدافها، في إقامة دولة تحترم تنوّعها القومي والديني والثقافي وتحوّله إلى طاقة إيجابية توحّد بدلاً من أن تفرّق.
سوريا عادت إليكم يا أبناءها من جديد بعد أن تحررت من الطغيان الذي ينبغي أن نغلق عليه كل طرق العودة، وليس هنالك من هو غير مسؤول عن تضميد جراحها، وإعادتها إلى التاريخ وتعميرها بروح التقدّم والديموقراطية، وبحقوق الإنسان كقيم قانونية سامية تساوي بين الجميع أفراداً وكيانات.
يحقّ للسوريين أن يبتهجوا جميعاً بسقوط الطاغية ونظامه… ونحن ننحني أمام ابتهاجهم، كما انحنينا دائماً أمام نضالاتهم.
٨/١٢/٢٠٢٤
الأمانة العامة للمسار الديمقراطي السوري