
مهمٌ جداً تسليط الضوء على تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (الرئيس 47 ) وما يمكن ان ينعكس من اداء إدارته الجديدة على العالم، مهمٌ ايضاً ان نرى قرار عفوه عن 1500 شخص مدانين أو متهمين جنائيًا في هجوم 6 يناير/ كانون الثاني 2021 على مبنى الكابيتول الأمريكي وحديثه عن غرينلاند وكندا وقناة بنما وقراره حول تشديد سياسة الهجرة بما فيه نشر القوات الأمريكية على الحدود مع المكسيك لكن الأهم من وجهة نظرنا حديثه عن إنهاء الحروب في العالم.
مهمٌ أيضاً حضور وزير خارجية حكومة تصريف الأعمال/ إدارة العمليات العسكرية السيد أسعد الشيباني منتدى دافوس وكذلك مهمٌ جداً لقاء الجنرال الكردي مظلوم عبدي مع قائد إدارة العمليات العسكرية السيد أحمد الشرع، لكن الأهم من هذا كله الحياة السياسية التي بدأت تتفتح وتزهر على امتداد الجغرافيا السورية وانعكاساتها على أداء هذه السلطة التي تتراجع عن قراراتها حينما تسمع أصواتاً تعلو في وجهها، كقرارها في عقد المؤتمر الوطني ومن ثم تأجيلها لهذا المؤتمر، باب السياسة في دمشق قد فتح ونعتقد ونأمل أنه لن يغلق ولا يكون ممكناً إغلاقه.
في بلد دمرتها خمسة عقود من التسلط والوحشية، كان عقدها الأخير أكثرها دموية وبرهاناً على الوجه الحقيقي للطغمة التي حرقت البلد وتركت ارثاً ومخزوناً هائلاً من الكراهية والأحقاد.
نشهد هذه الأيام ماكينة بغيضة تنشر سموم الكراهية في كل مكان على جثة بلدٍ مدمر، ونحن مدعون جميعاً للوقوف أمامها لمسؤوليتنا الفردية والجماعية أمام شعبنا وبلدنا وإنصافاً لأرواح آلاف الضحايا.
هنا وهناك يوجد من يدفعنا للهاوية، لا يوجد منتصر في الحروب الأهلية ومن السهل فتح ابوابها لكن من الصعوبة إغلاقها، من يدفع إلى النار الطائفية ومن يفتح باب الإنتقامات الشخصية ومن يرسخ عقلية الميليشيات ومن يدفع إلى المواجهة بين إدارة العمليات العسكرية وقوات سوريا الديمقراطية، بقصد او دون قصد، شريكٌ في دفع البلد إلى الهاوية.
لا شك إن إنصاف الضحايا حق، والعدالة الإنتقالية هي المسار الحقيقي لتحقيق ذلك، دون أن ننسى أن التسامح والغفران هو أسُّ الشجاعة وركيزة البناء الحقيقي لمجتمع يزهر فيه الحب وتضمحل فيه الأحقاد.
لنقف معاً ولنبرهن بأننا استوعبنا درس الاستبداد جيداً، لم تعد شماعة الأخطاء والحوادث الفردية مقنعة، علينا ان نرفع أصواتنا في وجه هذه الحوادث، ثقافة الإنتقام والتنكيل بالناس تقف عائقاً أمام إنقاذ البلد من عواقب وخيمة.
الناس جميعاً، أغلبية وأقليات، قوميات وطوائف ومذاهب، بحاجة إلى تطمينات من سلطة الأمر الواقع في دمشق لتهدئة مخاوفهم، الحريات العامة شأن الجميع والقضية الكردية شأن جميع السوريين، وكل تفصيل صغير و كبير هو شأن الجميع ومسؤولية الجميع وأقل الطرق تكلفة طريق الحوار والسلم والتوافق، على أصحاب العمائم أن يضعوا عمائمهم جانباً حين يتحدثون في السياسة وعلى أصحاب البنادق أيضاً أن يضعوا بنادقهم جانباً، يجب ان يشعر الجميع انه منتصر في نهاية هذه الحقبة الأليمة، هذه بلاد تتسع للجميع.
مؤمنون أن بلادنا ستنتصر بنفسها ولأجل ناسها.
الهيئة التنفيذية
المسار الديمقراطي السوري
26 كانون الثاني 2025